فيلتر العقارات

  • أسعار العقارات

  • نوع العقار

  • نوع الارض

  • المدينة

تركيا تقاوم فيروس كورونا وتثبت قوة نظامها الصحي

تركيا 2023

قاومت تركيا فيروس كورونا لأسابيع عديدة عندما كان ينتشر في جميع أنحاء العالم وخاصة في أوروبا وإيران كالنار في الهشيم،

وبقيت تركيا لأسابيع دون أن تسجل أي حالة إصابة بفيروس كورونا الذي خرج من الصين.

ويعود سبب ذلك لكون وزارة الصحة التركية بدأت  اتّخاذ التدابير الفعّالة اللازمة، ومن دون ضجّة.

فعلى سبيل المثال اتُّخذ قرارٌ فوري بتعليق جميع الرحلات الجويّة والبرّيّة مع الصين وإيران،

وبالنسبة للمسافرين القادمين من خارج تركيا فقد تمّ تطبيق نظامِ مراقبة تلقائيّ لضمان سلامتهم الصحية باستخدام الكاميرات الحرارية المثبَّتة في المطارات.

ولكنْ في 11 مارس/آذار شُخِّصت أوّلُ إصابةٍ وظهرت أولُ نتيجةٍ إيجابية لتحليل “كوفيد 19”،

ومنذ ذلك الوقت أصبحت تركيا كباقي بقاع الكرة الأرضية على تعارف مع فيروس “كوفيد 19”، وإن وصل إليها متأخِّرًا.

ومنذ اليوم الأول، ورغم أنّ سير المرض كان بطيئا؛ فإنّه حصل في تركيا ما حصل في باقي دول العالَم،

فبدأنا نرى عددَ الإصابات يتضاعف لا وفق متتالية حسابية، بل وفق متتالية هندسية.

فعدد الإصابات الذي كان (5) في اليوم الثالث، أصبح في الأيام اللاحقة 18، 45، 98، 191، وفي مساء 21 مارس/آذار كان الرقم 947 إصابةً.

رغم هذا السير المتسارع لفيروس “كوفيد 19”؛ فإنّ التدابير الفعّالة والاستثنائية التي اتخذتها وزارةُ الصحة منذ ظهور هذا الفيروس أصبحت الآن مرئيّةً بوضوح أكثر.

ليظهر فيروس كورونا واحدة من أكبر إنجازات تركيا خلال 18 عاما من العمل على تقوية نظام الرعاية الصحية،

وقد تم اختبار هذا النظام فأثبت قدرةً وكفاءةً عالية. وأظهرت هذه التجاربُ أن نظام الرعاية الصحية في تركيا واحدٌ من أقوى الأنظمة الصحية في العالَم.

إن النظام الصحي الذي كان مطبَّقا في تركيا قبل 18 عاما يمكن نسيانه؛

فاليوم كلُّ العالَم يُدرِكُ مدى تقدُّمنا في نظام الرعاية الصحية، وحتّى المعارضة نفسها كان هذا محلَّ تقديرها وإعجابها.

نظام الرعاية الصحية في تركيا

نظام الرعاية الصحية في تركيا يُعَدّ من أكبر المجالات الناجحة في مسيرة حزب العدالة والتنمية الحاكم،

فالنظام الصحي في تركيا قبل 18 عاما كان يمثل فاجعة حقيقية.

فرغم التكلفة المالية الباهظة التي كان تُخصَّص للنظام الصحي في تركيا؛ فإنّه كان بعيدا جدا عن خدمة المواطنين،

لأنّ طريقة الإدارة كانت سيئة للغاية، وكان قطاعا مبعثَرا تسوده الفوضى، فضلا عن قضايا الفساد.

حزب العدالة والتنمية يحدث ثورة في النظام الصحي في تركيا

مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة؛ تمّ تجميع النظام الصحي بأكمله تحت سقف واحد،

وتم القضاء على الفساد بصرامة، وأُنشئت استثمارات مهمة من الأموال الفائضة بسبب القضاء على الفساد،

وخلال مدّة قصيرة أصبحت خدمات النظام الصحي متاحةً لجميع المواطنين،

ويمكنهم تلقّي الخدمات بالجودة والسرعة نفسها دون أيّ تمييز بين الأغنياء والفقراء.

اليوم؛ لا يحتاج المواطن التركي لأجل الاستفادة من خدمات نظام الرعاية الصحية في بلاده سوى أن يبرز هويته الشخصيّة،

وأصبحت خِدمات الرعاية الصحية التركية الأفضلَ جودةً والأرخصَ في العالم.

وعلاوةً على ذلك؛ فإن الرعاية الصحية مع الزمن أصبحت أحدَ بنود التصدير في تركيا.

السياحة العلاجية في تركيا

كما أصبحت السياحة العلاجية الآن مجالا هاما من مجالات قِطاع السياحة في تركيا،

لدرجة أن أشخاصا كثيرين في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، أو من المواطنين الأتراك الذين يعيشون في الخارج؛

صاروا يتوجّهون إلى تركيا لأنّهم يجدون الخدمة الصحية التي يتلقَّونها فيها أرخصَ وأكثرَ جودةً من الخِدمات الصحيّة في بُلدانهم.

وفي السنوات الأخيرة؛ توجّه حزب العدالة والتنمية الحاكم في مجال الصحة إلى إنشاء مُدُن طبية ضخمة،

وكانت خطوة جادّة نحو تقليل عدد المرضى والأسِرّة لكل طبيب، لكنّ المعارضة رأت أنّ هذه الطاقة الاستيعابية العالية غير ضرورية،

بل إنها رأت أن هذه المشاريع إسراف وإضاعة للمال.

مدينة باشاك شهير الطبية.. أكبر مستشفى في أوروبا

طموح تركيا كبير، لذا تسعى لأن تكون الأولى في كافة المجالات، فنرى أنها عندما تخطط لتنفيذ أي مشروع،

فإنها تسعى إلى أن يكون هذا المشروع أحد أكبر المشاريع في العالم، سواء أكان جامعاً أو مولاً أو جامعةً أو مستشفى أو مطاراً أو بنية تحتية،

أياً يكن هذا المشروع فيجب أن يدخل قائمة الأكبر والأفضل في العالم.

مدينة باشاك شهير الطبية

يهدف مستشفى باشاك شهير لأن يكون أكبر مستشفى في أوروبا على الرغم من عظمتها وامتداد مساحتها،

إذ سيخدم 23 ألف و600 مريض، بعدد أسرة يبلغ 2700 سرير،

أما الرقم الأكبر فهو عدد الذين سيستخدمون المستشفى سنوياً والذي سيصل إلى 23 مليون شخص،

وهو رقم ضخم يوازي عدد سكان عدة دول مجتمعة.

وإذا جئنا إلى المساحة التي سيكون عليها، فهي تزيد عن مليون متر مربع،

ليكون هذا المستشفى أحد أكبر المستشفيات في العالم، بقاراته السبعة، ودوله الـ195 دولة.

سيكون ضمن هذا التجمع الطبي العملاق عدة مستشفيات، واحد عام، وثان للأطفال، وثالث للولادة،

ورابع للأمراض العصبية وجراحة العظام، وخامس للأورام، وسادس للأمراض القلبية، وسابع للأمراض النفسية، وثامن للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل.

مستشفى مدينة باشاك شهير سيكون أكبر مركز للعلاج الطبيعي في تركيا، تلك الدولة التي تمتد على مساحة 783،562 كم².

مقاومة الزلازل واستخدام التكنولوجيا الحديثة

ولأن تركيا لا تركز على الأكبر فقط، وإنما تركز على الأفضل، فلذلك سيتم تزويد المستشفى بتكنولوجيا المعزل الزلزالي،

والتي تعتبر أكثر التقنيات فاعلية في حماية المبنى من تأثير الزلزال،

إذ ستكون قادرة على أن يواصل المستشفى أنشطته بشكل طبيعي واعتيادي حتى في حال حدوث زلزال،

وهو ما تسعى إليه تركيا في جميع المشاريع العمرانية التي تبنيها حالياً، وليس في هذا المستشفى وحده.

إذ عندما يكتمل المستشفى سيحتوي على أكثر من 2000 من المعزل الزلزالي، ليصبح حينها أكبر مبنى مقاوم للزلازل في العالم.

سيعتمد المستشفى على استخدام المعدات المتقدمة وأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا،

لدرجة استخدام الروبوت في إجراء العمليات الجراحية، علماً أنه ذو استخدام قليل في المؤسسات الطبية بتركيا.

كذلك علاج الأورام بالإشعاع، والتصوير الإشعاعي المتزامن أثناء العملية الجراحية.

مزايا المستشفى لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداها إلى توفير فرص عمل مباشرة لنحو 6 آلاف شخص في عملية البناء،

ونحو 10 آلاف شخص عند الانتهاء، ليكون بذلك مشروعاً متكاملاً يخدم الجميع.

يذكر أن شركات يابانية عملاقة تستثمر في مشروع مستشفى باشاك شهير، المستشفى الأكبر في أوروبا،

مرجعةً ذلك إلى ثقتها بالاقتصاد التركي وقوته، ونهضة تركيا وتقدمها.

علماً أنه من المقرر أن يتم افتتاح المستشفى رسمياً في عام 2020، ليساهم في جعل اسطنبول العاصمة الصحية لدولة تركيا.

تركيا تواجه كورونا بينما دول العالم تعجز

العالم كلّه يعيش حالة عجز تامّ في مواجهة فيروس كورونا “كوفيد 19”؛ حيث ظهر أول مرة في الصين ثم إيران،

ثم بدأ ينتشر بسرعة وبشكل يبدو خارجا عن السيطرة.

اتُّخذت في إيطاليا وإسبانيا وهولندا وألمانيا -وفي غيرها من الدول الأوربية- إجراءاتٌ وتدابير لمواجهة الفيروس،

ولكن إذا نظرنا إلى تركيا -مع أن السياحة تُشكِّل شطرًا موفورا من اقتصادها- فإننا نجد أنّ الأداء والإجراءات التي اتُّخذت فيها -حتى الآن- تُعدّ ناجحة للغاية. وبفضل هذه التدابير؛ كان دخولُ الفيروس إلى تركيا متأخِّرا، ولكن يبدو أن نموّ انتشاره في تركيا لن يأخذ مسارا مختلفا.

في الوقت الحاضر؛ تهدف تركيا إلى محاربة هذا الفيروس المُعْدِي، الذي يتضاعف عددُ الأشخاص المصابين به بمتتالية هندسية،

كما حصل في كل مكانٍ شوهِد فيه لأول مرة، وتقوم وزارة الصحة التركية بجهود منظّمة تهدف إلى منع وصول عدد المرضى إلى حدٍّ يتجاوزُ قدراتها العلاجية؛ وذلك باعتماد تدابير تؤدي إلى تخفيض سرعة انتشار الفيروس.

إنّ خطاب الرئيس أردوغان في هذا الموضوع يمنح الجماهير الروحَ المعنوية العالية، على عكس القادة الأوروبيين الآخرين.

وإن الفلسفة المتبعة في السياسات الصحية في تركيا تؤكد مرة أخرى مقولة: اجعل الناس يعيشون كي تعيش الدولة؛

ولذا فإنّ الهدف النهائي للدولة هو إبقاء الناس على قيد الحياة، ومن ثَمّ توفير الحياة الكريمة.

.