على مضيق البسفور، ووسط حديقة عملاقة مليئة بالأشجار والطيور، يفتح قصر الخديوي نوافذه الكبيرة المطلة على مضيق البسفور، ليعود بنا لعهد الدولة العثمانية الزاهي.
يقع قصر الخديوي (Hidiv Kasrı) ببلدة “بيكوز” من الشق الآسيوي لمدينة إسطنبول، حيث بُني عام 1907 من قبل المعماري الإيطالي “ديلفو سيميناتي”، وبأمر من خديوي مصر “عباس حلمي باشا”، الذي عاش فيه مع عائلته بعد عزله بقرار من السلطان محمد رشاد الخامس أثناء إعلان مصر استقلالها عن الدولة العثمانية.
منطقة بيكوز
تعتبر بيكوز من المناطق الكبيرة في اسطنبول، إذ تضم 45 حياً، بتعداد سكني يقدر بنحو ربع مليون، ولكنها رغم ذلك تعد أحد أكثر مناطق اسطنبول هدوءا، كذلك تحوي الكثير من الغابات الخضراء الغنية بأشجار الكستناء والبندق والصنوبر والسنديان.
الجدير ذكره أنه في غاباتها تم تصوير أحد مواسم المسلسل التاريخي التركي الشهير “قيامة أرطغرل“.
يتوافد آلاف السياح لزيارة الأماكن السياحية العديدة الموجودة بمنطقة بيكوز، وأبرزها تلة وضريح النبي يوشع، وقلعة يوروس، وجامع بيكوز المركزي، وقصر بيكوز، وقصر الخديوي.
قصر الخديوي
يحتوي القصر على أول مصعد يعمل بالبخار في تركيا آنذاك، وعرف حينها بتلك الميزة، كما يحيط القصر حديقة كبيرة تحتوي أنواع عدة من الورود والأشجار، ويتميز بوجود عصافير مختلفة تحلّق على أشجاره الشاهقة.
القصر أقيم على مساحة ألف متر مربع على الطراز الغربي، حيث تم طلاء الباب الرئيسي للقصر بالذهب وزُين برمز خاص له يعلوه تاجاً.
وفي أسفله هلالاً وثلاث نجمات، حيث يرمز إلى حرية الدولة العثمانية، كما تم تزيين جدران القصر برسومات وزخارف مختلفة، ويتميز القصر ببرجه الذي يمكن من يأهله من مشاهدة مضيق البسفور.
يتفرع القصر إلى 4 صالونات منها، الصالون الكريستالي والمرمري والخشبي، وغرفتان كبيرتان، ويضم القصر العديد من النوافير التي أُنشأت بحجر المرمر.
أما القسم الدائري الموجود فوق الصالون ذي الموقد الواقع في طابق الدخول، فيتألف من غرفتي نوم وحمام داخلي.
بعد مغادرة الخديوي المدينة عام 1930 اشترت بلدية إسطنبول القصر، لكنه لم يُستخدم كثيرًا في السنوات ما بين 1937 إلى 1982، وتعرض للتخريب والضرر، وجرى ترميمه عام 1982، وبعد سنتين من عملية الترميم تم تحويله إلى فندق ومطعم ومقهى.
ويتيح القصر للعامة من الأتراك والأجانب زيارته وقضاء وقت ممتع، حيث يوجد بداخله مطعم كبير، وتحتوي حديقته على عدد من ألعاب الأطفال وجلسات للعائلات، كما يستخدم في الأعراس والاجتماعات والندوات.
المصدر: وكالة الأناضول